هيكل قوي وآمن وسليم
سيباستيان راويتز15’29”
بدأت إقامة سيباستيان راويتز في استوديو الصوت في دار جاسر بسؤال: كيف يمكن نقل تجربة الفضاء؟
عندما دخل لأول مرة إلى المبنى الصغير المربع المصنوع من الحجارة في حديقة دار جاسر، اعتبره بناء مقدسا، مخبأ يمكن الاستماع منه دون أن يراه أحد. مكان محمي للصمت والتأمل. مكان التقارب الجغرافي، حيث تنفتح الرياح بشكل مثالي نحو الجدران الأربعة، مما يخلق توازنًا متناغمًا في مركزها.
هل الهالة المقدسة لهذا الفضاء مرتبطة بماضيه، بتصرفاته السابقة؟ إلى موقعه؟ للأحداث التي شهدتها؟
من أجل إعادة تجربته إلى سانتياغو، قرر سيباستيان إنشاء قصة لمبنى استوديو الصوت، وتتبع إحداثياته من خلال الأصوات والتسجيلات الصوتية. سيتعين على المستمعين متابعة صوته بشكل أعمى، متخيلين تشغيل أصابعهم على طول الجدران الحجرية البيضاء، بينما ينزلق الصوت المسجل عليها، محتضنًا هيكل هذا المعبد السري.
قام بالتحقيق في تاريخ المبنى، وقاس عرضه وارتفاعه، وأحصى حجارته، ولاحظ طبقات من الذكريات المتراكبة والمتزامنة على الجدران، وأعاد ربط الأوتار بين لحظات مختلفة من الزمن.
كيف تكون حاضرا بشكل كامل في الفضاء، دون أن تفهمه بعمق؟ كيف نتواصل معه، وننغمس فيه، دون متابعة مساره التاريخي، ودون إلقاء نظرة على غموض مستقبله؟
تطرح رواية سيباستيان نفسها كدعوة مفتوحة للمقيمين المستقبليين الذين قد يكونون على استعداد لترجمتها إلى لغتهم الخاصة، أو الإضافة إليها أو الحذف منها وفقًا لخبرتهم، وتحويلها، سنة بعد سنة، إلى مستودع جماعي لوجهات النظر.
يتم دعم برنامج اقامات استديو الصوت وتنظيمها بواسطة نيكولاس جعار.